تم افتتاح معرض الفنانة التشكيلية " هند بو حامد " الفردي بعنوان "ديناميات" يوم 29 مارس برواق المعهد العالي للفنون و الحرف بصفاقس و قد حضر حفل الافتتاح مندوب الثقافة مهذب القرفي لتنقل لنا لمحة حسية فنية لأنطولوجيا الذات في تأويل الأمكنة .
شمل المعرض مجموعة متفردة من الاعمال الفنية حيث دمجت الألوان و أشكال بمختلف التقنيات لتخلق تلك الحركية لجعل اللوحات تعبر عن جانبها الحسي اللامرئي حيث تنقلنا في رحلة من مكان إلى آخر من لوحة الى اخرى. طغى الجانب التجريدي على جميع اللوحات إلا ان "هند بو حامد " وظفت جملة من الرموز و الألوان التي تعطي لنا دلالة و إيحاء للمكان الذي تريدنا ان نزوره عبر لوحتها.
إشتغلت الفنانة على تثبيت الأمكنة و دمج الأزمنة و إعطاء لكل زمان و مكان لونه الخاص و تشكيلته الفريدة .
لم تقتصر "هند بو حامد " على اللوحات فقط بل دمجت أيضا الموسيقى لتدخل المتلقي في عالمها الميتافيزيقي من خلال دمج ماهو مسموع بماهو مرئي و كأن لللون و الشكل نوتته الخاصة .
قدمت الفنانة التشكيلية تصورها الخاص لمشكل الوباء في عملها "المدينة في زمن الكورونا" إذ انها عبرت عن الفيروس في شكل دائري متفاوت الأحجام في مستويات مختلفة من اللوحة احتوى الشكل الدائري على خطوط متشابكة و متقاطعة توزعت على المدينة و ما تحت المدينة لما خلفته الكورونا من ضحايا و إيقاف لمجرى سير الحياة العادية .
نجد كذلك عمل "بين القصة و الأسطورة " تفرد هذا العمل من خلال تكوينته و تقنياته حيث إعتمدت على التصاميم الخطية و الحفر و وجود شكل آدمي في أسفل اللوحة و بعض الإشارات و الرموز الأخرى من أرقام و خربشات و معادلات و ورق تم حرقه ، لتخلق علاقة بين مختلف عناصر اللوحة لإستدعاء المتلقي لتفكيك الرموز و ان يتعمق أكثر في المعنى الحقيقي للصورة ، عبرت " هند بو حامد " عن هذه اللوحة قائلة :" منذ الثورة الى الآن عاشت البلاد التونسية فترات عسيرة تلتها الكورونا ، و اصبحت الخرافات و شعوذة و السحر جانب يثير اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع . الأشياء التي نسمعها ،الأشياء التي تحيط بنا ، والأشياء التي في أساطيرنا ستجدها في لوحتي ، انا أسلط الضوء في هذه اللوحة على "ولِي صالح " تم هدمه و تركه، و في الخرافة يحكى انه عند تحريك احد أحجاره تم ضهور دم ، و إلى اليوم لم يتم الإقتراب من ذلك المكان ."
ارى ان "بو حامد" ارادت ان تطرح قضية الأساطير و العوالم الروحانية التي لاتزال قائمة رغم التطور التكنولوجي من خلال تلك الرموز
و الأرقام التي أوجدتها .
إن المتمعن في أعمال " هند بو حامد " لا يقتصر فقط على البعد الجمالي و إنما يتجاوزه الي البعد التأويلي فلكل لمسة و لكل خط و لون رسالة تريد تمريرها للقارئ فما عليه سوى فك تلك الشيفرة .
ايمان اليانقي