Wednesday, April 7, 2021

الفن في معالجة الواقع



تم افتتاح معرض الفنانة التشكيلية " هند بو حامد " الفردي بعنوان "ديناميات" يوم 29 مارس برواق المعهد العالي للفنون و الحرف بصفاقس و قد حضر حفل الافتتاح مندوب الثقافة مهذب القرفي لتنقل لنا لمحة حسية فنية لأنطولوجيا الذات في تأويل الأمكنة .
شمل المعرض مجموعة متفردة من الاعمال الفنية حيث دمجت الألوان و أشكال بمختلف التقنيات لتخلق تلك الحركية لجعل اللوحات تعبر عن جانبها الحسي اللامرئي حيث تنقلنا في رحلة من مكان إلى آخر من لوحة الى اخرى. طغى الجانب التجريدي على جميع اللوحات إلا ان "هند بو حامد " وظفت جملة من الرموز و الألوان التي تعطي لنا دلالة و إيحاء للمكان الذي تريدنا ان نزوره عبر لوحتها.
إشتغلت الفنانة على تثبيت الأمكنة و دمج الأزمنة و إعطاء لكل زمان و مكان لونه الخاص و تشكيلته الفريدة .
لم تقتصر "هند بو حامد " على اللوحات فقط بل دمجت أيضا الموسيقى لتدخل المتلقي في عالمها الميتافيزيقي من خلال دمج ماهو مسموع بماهو مرئي و كأن لللون و الشكل نوتته الخاصة .


قدمت الفنانة التشكيلية تصورها الخاص لمشكل الوباء في عملها "المدينة في زمن الكورونا" إذ انها عبرت عن الفيروس في شكل دائري متفاوت الأحجام في مستويات مختلفة من اللوحة احتوى الشكل الدائري على خطوط متشابكة و متقاطعة توزعت على المدينة و ما تحت المدينة لما خلفته الكورونا من ضحايا و إيقاف لمجرى سير الحياة العادية .


إلا ان "بو حامد" ارادت ان تبعث في نفوسنا الامل و نوع من تحدي مشاعر الذعر من خلال سلسلة الأعمال " ضد عدوى الكورونا " فهي عبارة على جملة من الاعمال ذات محمل دائري تكررت بنفس الحجم لكن بمختلف التكوينة و الألوان لتخلق نوع من التأقلم مع هذا الفيروس و ربما لتعبر عن أن الفن لن يتوقف بوجود هذه الآفة .

نجد كذلك عمل "بين القصة و الأسطورة " تفرد هذا العمل من خلال تكوينته و تقنياته حيث إعتمدت على التصاميم الخطية و الحفر و وجود شكل آدمي في أسفل اللوحة و بعض الإشارات و الرموز الأخرى من أرقام و خربشات و معادلات و ورق تم حرقه ، لتخلق علاقة بين مختلف عناصر اللوحة لإستدعاء المتلقي لتفكيك الرموز و ان يتعمق أكثر في المعنى الحقيقي للصورة ، عبرت " هند بو حامد " عن هذه اللوحة قائلة :" منذ الثورة الى الآن عاشت البلاد التونسية فترات عسيرة تلتها الكورونا ، و اصبحت الخرافات و شعوذة و السحر جانب يثير اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع . الأشياء التي نسمعها ،الأشياء التي تحيط بنا ، والأشياء التي في أساطيرنا ستجدها في لوحتي ، انا أسلط الضوء في هذه اللوحة على "ولِي صالح " تم هدمه و تركه، و في الخرافة يحكى انه عند تحريك احد أحجاره تم ضهور دم ، و إلى اليوم لم يتم الإقتراب من ذلك المكان ."
ارى ان "بو حامد" ارادت ان تطرح قضية الأساطير و العوالم الروحانية التي لاتزال قائمة رغم التطور التكنولوجي من خلال تلك الرموز
و الأرقام التي أوجدتها . 

إن المتمعن في أعمال " هند بو حامد " لا يقتصر فقط على البعد الجمالي و إنما يتجاوزه الي البعد التأويلي فلكل لمسة و لكل خط و لون رسالة تريد تمريرها للقارئ فما عليه سوى فك تلك الشيفرة . 

ايمان اليانقي

Tuesday, March 30, 2021

الفن مستمر رغم الأزمة




نظمت جمعية رقش في قاعة محمد الفندري بصفاقس معرض بعنوان "KASBA'RT" لأحباء الفنون التشكيلية مساء يوم السبت 6 مارس ، احتوى المعرض على جملة من الأعمال الفنية في طابعها المعاصر لِ51 فنان تشكيلي تميزت بتنوع الأعمال الفنية بين 70 بالمئة من اللوحات التشكيلية و 15 بالمئة من المنحوتات و 10 بالمئة من الخزفيات اما بقية أنماط الفنون الاخرى تمثلت بنسبة 5 بالمئة .
أولا دعنا نتعرف على قاعة العرض محمد الفندري أو ما عرفت " برواق القصبة "تم افتتاحها سنة 1990 بمناسبة الدورة الرابعة للمعرض السنوي للفن التشكيلي بصفاقس ، قبل افتتاحها كانت في السابق مكان السجن التاريخي للقصبة .

تم ترميم هذه القاعة و ادخال الاضاءة المناسبة لعرض الأعمال و بالرغم من مساحة المعرض المحدودة إلا ان جمعية رقش حاولت عرض عدد مهم من الأعمال و قد طغى الطابع التجريدي عليها كاللوحات التي إختلفت من خلال تعدد التقنيات و تفاوت التركيبات و الالوان لتنقل بذلك التجارب الحسية و الجمالية لدى الفنانين فنجد بذلك عمل الفنان التشكيلي "برهان بن عربية " الذي قدم تكوينته من خلال جملة من التشابكات الخطية و اللونية و كأنها اشكال منسوجة الا ان المتمعن يلاحظ ان الاشكال قد تم تلاشيها او تحطيمها ليضعنا بذلك في تضارب بين مفهومين التشابك و التلاشي
كما نجد المنحوتات من خلال الخطوط المنحنية و المساحات المتقاطعة و الاحجام المختلفة و اختلاف المواد كرخام كعمل الفنانة التشكيلية "ريم معلاء" التي تميز عملها بتقاطع و تشابك الكتل و ليونة المنحوتة رغم صلابة المادة لتقدم لنا ذلك التضارب بين ما تراه العين من ليونة و ما تثبته المادة من صلابة

اما في الخزفيات فنجد البعد تشخيصي لعمل الفنانة "يسرى الزواري " الذي طغى عليه مفهوم الغريب المتمثل في اخضاع عنصرين مختلفين في شكل واحد و هو الراس الآدمي و خروج الدماغ من الرأس في شكل مكعب و كأن الفنانة بذلك تعبر عن المنضومة التي تقوم بقولبة ادمغة البشر .

بالنسبة للحفريات نجد عمل الفنانة "فاطمة دمق " الذي يأخذنا عملها الى عالم الاساطير و الخيالي التشخيصي في شكله الدائري و كأنها ترمز الي الديمومة او الحركة او الكون الاسطوري
كما نجد ايضا جملة من الصور الرقمية و الفوتوغرافي الى آخره.




إيمان اليانقي